شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله … د. ناجي بن وقدان

فصل في درجات الإيمان بالقدر

* قوله: “وَالإيمانُ بِالقَدَرِ عَلَى دَرَجَتَيْنِ، كُلُّ دَرَجَةٍ تَتَضَمَّنُ شَيْئَيْنِ”:

الشرح:

* إنما قسم المؤلف هذا التقسيم من أجل الخلاف؛ لأن الخلاف في القدر ليس شاملًا لكل مراتبه، وباب القدر من أشكل أبواب العلم والدين على الإنسان، وقد كان النزاع فيه من عهد الصحابة رضي الله عنهم، لكنه ليس مشكلًا لمن أراد الحق.

* الدرجة الأولى من درجات الإيمان بالقدر:

قوله: “فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلًا”:

قوله: “فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله علم ما الخلق عاملون”: ولم يذكر المؤلف أن الله علم ما يفعله هو؛ لأن هذه المسألة ليس فيها خلاف، إنما ذكر ما فيه الخلاف، وهو: هل الله يعلم ما الخلق عاملون أو لا يعلمه إلا بعد وقوعه منهم؟

ومذهب السلف والأئمة أن الله تعالى عالم بذلك.

* قوله: “بعلمه القديم”: القديم في اصطلاحهم: هو الذي لا أول لابتدائه؛ أي أنه لم يزل فيما مضى من الأزمنة التي لا نهاية لها عالمًا بما يعمله الخلق؛ بخلاف القديم في اللغة؛ فقد يراد به ما كان قديمًا نسبيًّا؛ كما في قوله تعالى: {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: ٣٩]، ومعلوم أن عرجون النخلة ليس بقديم أزلي، بل قديم بالنسبة لما بعده.

* فالله تعالى موصوف بأنه عالم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الأزلي، الذي لا نهاية لأوله، عالم جل وعلا بأن هذا الإنسان سيعمل كذا في يوم كذا في مكان كذا بعلمه القديم الأولي؛ فيجب أن نؤمن بذلك:

* ودليل ذلك من الكتاب والسنة والعقل:

– أما الكتاب؛ فما أكثر الآيات التي فيها العموم في علم الله؛ مثل: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٨٠]، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: ٣٢]، {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: ٧]، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: ١٢] … إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثرة.

– أما في السنة؛ فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وبأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأقلام قد جفت وطويت الصحف … والأحاديث في هذا كثيرة.

– وأما العقل؛ فإن من المعلوم بالعقل أن الله تعالى هو الخالق، وأن ما سواه مخلوق، ولا بد عقلًا أن يكون الخالق عالمًا بمخلوقه، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤].

فالكتاب والسنة والعقل كلها تدل على أن الله تعالى عالم بما الخلق عاملون بعلمه الأزلي.

* قوله: “الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا”: ففي كونه موصوفًا به أزلًا نفي للجهل، وفي كونه موصوفًا به أبدًا نفي النسيان.

ولهذا كان علم الله عزَّ وجلَّ غير مسبوق بجهل ولا ملحوق بنسيان؛ كما قال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه: ٥٢]، بخلاف علم المخلوق المسبوق بالجهل والملحوق بالنسيان.

إذًا؛ يجب علينا أن نؤمن بأن الله عالم بما الخلق عاملون بعلم سابق موصوف به أزلأ وأبدًا.

* * *

* قوله: “عَلِمَ جَميعَ أحْوالِهِم مِنَ الطَّاعاتِ وَالمَعاصي وَالأرْزاقِ وَالآجالِ”:

* ودليل ذلك ما ثبت في “الصحيحين” عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق: “إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه … ” وذكر أطوار الجنين، وفيه: “ثم يبعث الله ملكًا، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد … ” وذكر تمام الحديث (رواه البخاري ومسلم).

فالله عالم بذلك قبل أن يخلق الإنسان.

فطاعاتنا معلومة لله، ومعاصينا معلومة لله، وأرزاقنا معلومة له، وآجالنا معلومة له، إذا مات الإنسان بسبب معلوم أو بغير سبب معلوم؛ فإنه لله معلوم، ولا يخفى عليه؛ بخلاف علم الإنسان بأجله؛ فإنه لا يعرف أجله؛ فلا يعرف أين يموت، ولا متى يموت، ولا يعرف بأي سبب يموت، ولا يعرف على أي حال يموت؛ نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.

وهذا هو الشيء الأول من الدرجة الأولى.

قوله: “ثُمَّ كَتَبَ اللهُ في اللَّوْحِ المَحْفوظِ مَقاديرَ الخَلْقِ”.

هذا الشيء الثاني من الدرجة الأولى، وهو أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق.

* اللوح المحفوظ: لا نعرف ماهيته؛ من أي شيء؛ أمن خشب، أم من حديد، أم من ذهب، أم من فضة، أم من زمرد؟ فالله أعلم بذلك؛ إنما نؤمن بأن هناك لوحًا كتب الله فيه مقادير كل شيء، وليس لنا الحق في أن نبحث وراء ذلك، لكن لو جاء في الكتاب والسنة ما يدلنا على شيء؛ فالواجب أن نعتقده.

ووصف بكونه محفوظًا؛ لأنه محفوظ من أيدي الخلق؛ فلا يمكن أن يلحق أحد به شيئًا، أو يغير به شيئًا أبدًا. ثانيًا: محفوظ من التغيير؛ فالله عزَّ وجلَّ لا يغير فيه شيئًا؛ لأنه كتبه عن علم منه؛ كما سيذكره المؤلف، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: “إن المكتوب في اللوح المحفوظ لا يتغير أبدًا”، وإنما يحصل التغيير في الكتب التي بأيدي الملائكة.

* قوله: “مقادير الخلق”؛ أي: مقادير المخلوقات كلها، وظاهر النصوص أنه شمل ما يفعله الإنسان، وما يفعله البهائم، وأنه عام وشامل.

* ولكن؛ هل هذه الكتابة إجمالية أو تفصيلية؟

قد نقول: إننا لا نجزم بأنها تفصيلية أو إجمالية.

فمثلًا: القرآن الكريم: هل هو مكتوب في اللوح المحفوظ .

بهذه الآيات والحروف أو أن المكتوب في اللوح ذكره وأنه سينزل على محمد – صلى الله عليه وسلم – وأنه سيكون نورًا وهدىً للناس وما أشبه ذلك؟

ففيه احتمال: إن نظرنا إلى ظاهر النصوص؛ قلنا: إن ظاهرها أن القرآن كله مكتوب جملة وتفصيلًا، وإن نظرنا إلى أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بالقرآن حين نزوله، قلنا: إن الذي كتب في اللوح المحفوظ ذكر القرآن، ولا يلزم من كون ذكره في اللوح المحفوظ أن يكون قد كتب فيه؛ كما قال الله تعالى عن القرآن: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: ١٩٦]؛ يعني: كتب الأولين، ومعلوم أن القرآن لم يوجد نصه في الكتب السابقة، وإنما وجد ذكره، ويمكن أن نقول مثلها في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢١ – ٢٢]؛ أي: ذكره في هذا اللوح.

فالمهم أن نؤمن بأن مقادير الخلق مكتوبة في اللوح المحفوظ، وأن هذا اللوح لا يتغير ما كتب فيه؛ لأن الله أمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.

* * *

* قوله: “فأول ما خلق الله القلم؛ قال له: اكتب! قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة” .

* قوله: “فأول ما خلق الله القلم؛ قال له: اكتب”: فأمره أن يكتب؛ مع أن القلم جماد!!

* فكيف يوجه الخطاب إلى الجماد؟!

والجواب عن ذلك: أن الجماد بالنسبة إلى الله عاقل يصح أن يوجه إليه الخطاب:

قال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١]؛ فوجه الخطاب إليهما، وذكر جوابهما، وكان الجواب بجمع العقلاء طائعين دون طائعات.

وقال تعالى: {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: ٦٩]، فكانت كذلك.

وقال تعالى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ: ١٠]، فكانت الجبال تؤوب معه.

* والحاصل أن الله أمر القلم أن يكتب، وقد امتثل القلم، لكنه أشكل عليه ماذا يكتب؛ لأن الأمر مجمل، فقال: “ما أكتب؟ “؛ أي: أي شيء أكتب؟

* “قال”، أي: الله.

* “اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة”: فكتب القلم بأمر الله ما هو كائن إلى يوم القيامة.

فانظر كيف علم القلم ماذا يكون إلى يوم القيامة، فكتبه؛ لأن أمر الله عزَّ وجلَّ لا يرد.

* وقوله: “ما هو كائن إلى يوم القيامة”: يشمل ما كان من

فعل الله تعالى وما كان من أفعال الخلق.

* * *

* قوله: “فَما أصابَ الإنْسانَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَما أخْطَأهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصيبَهُ”.

* إذا آمنت بهذه الجملة؛ اطمأننت: ما أصاب الإنسان؛ لم يكن ليخطئه أبدًا.

* ومعنى “ما أصاب”: يحتمل أن المعنى: ما قدر أن يصيبه؛ فإنه لن يخطئه، ويحتمل أن ما أصابه بالفعل لا يمكن أن يخطئه، حتى لو تمنى الإنسان، وهما معنيان صحيحان لا يتنافيان.

وما أخطأه لم يكن ليصيبه أي: ما قُدِّر أن يخطئه فإنه لم يكن ليصيبه، أو المعنى: ما أخطأه بالفعل، لأنه معروف أنه غير صائب، ولو تمنى الإنسان، وهما معنيان صحيحان لا يتنافيان.

* * *

* قال المؤلف: “جَفَّتِ الأقْلامُ وَطُوِيَتِ الصُّحُفُ”.

* “الأقلام”: هي أقلام القدر التي كتب الله بها المقادير؛ جفت وانتهت.

* و”الصحف”: طويت، وهذا كناية عن أن الأمر انتهى.

وفي “صحيح مسلم” عن جابر رضي الله عنه؛ قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم؛ فقال: يا رسول الله! بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن: فيم العمل اليوم؛ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم فيما نستقبل؟ قال: “لا؛ بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير”. قال: ففيم العمل؟ قال: “اعملوا؛ فكل ميسر”.( رواه مسلم)

* قوله: “كما قال الله تعالى”: الكاف في مثل هذا التعبير للتعليل.

* {أَلَمْ تَعْلَمْ}: أيها المخاطب.

* {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}: وهذا عام؛ علم لما فيهما من أعيان وأوصاف وأعمال وأحوال.

* {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ}: وهو اللوح المحفوظ.

* {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}؛ أي: الكتابة على الله أمر يسير.

* قوله: “وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: ٢٢] “.

* {فِي الْأَرْضِ}: كالجدب والزلازل والفيضانات وغيرها.

* {وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ}: كالمرض والأوبئة المهلكة وغير ذلك.

* {إلا فِي كِتَابٍ}: هو اللوح المحفوظ.

* {نَبْرَأَهَا}؛ أي: من قبل أن نخلقها، والضمير في

{نَبْرَأَهَا}: يحتمل أن يعود على المصيبة، ويحتمل أن يعود على الأنفس، ويحتمل أن يعود على الأرض، والكل صحيح؛ فالمصيبة قد كتبت قبل أن يخلقها الله عزَّ وجلَّ، وقبل أن يخلق النفس المصابة، وقبل أن يخلق الأرض.

وفي “صحيح مسلم”  عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وكان عرشه على الماء”.(رواه مسلم)

* * *

* قوله: “وَهذا التَّقْديرُ التَّابِعُ لِعِلْمِهِ سُبْحانَهُ يَكونُ في مَواضِعَ جُمْلَةً وَتَفْصيلًا”.

* قوله: “في مواضع”؛ يعني: مواضع غير اللوح المحفوظ.

* * *

* ثم بين هذه المواضع بقوله:

“فَقَدْ كَتَبَ في اللَّوْحِ المَحْفوظِ ما شاءَ”.

“وإذا خَلَقَ جَسَدَ الجَنينِ قَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فيهِ؛ بَعَثَ إليهِ مَلَكًا، فَيُؤْمَرُ بِأرْبَعِ كَلِماتٍ، فَيُقالُ لَهُ: اكْتُبْ رِزْقَهُ وَأجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيّ أم سَعيدٌ وَنَحْوَ ذلكَ”.

* فهذان موضعان:

الأول: اللوح المحفوظ، وسبق دليل ذلك وتفصيل القول فيه.

والثاني: الكتابة العمرية التي تكون للجنين في بطن أمه، وسبق دليلها في حديث ابن مسعود رضي الله عنه (رواه البخاري ومسلم).

والموضع الثالث: ما أشار إليه بقوله: “ونحو ذلك”، وهو التقدير الحولي الذي يكون في ليلة القدر؛ فإن ليلة القدر يكتب فيها ما يكون في تلك السنة؛ كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [الدخان: ٤ – ٥].

* * *

* قال المؤلف: “فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديمًا، ومنكروه اليوم قليل”.

* “هذا التقدير”؛ يعني: العلم والكتابة، ينكره غلاة القدرية قديمًا، ويقولون: إن الله لا يعلم أفعال العبد إلا بعد وجودها، وأنها لم تكتب، ويقولون: إن الأمر أنف؛ أي: مستأنف، لكن متأخروهم أقروا بالعلم والكتابة، وأنكروا المشيئة والخلق، وهذا بالنسبة لأفعال المخلوقين.

أما بالنسبة لأفعال الله؛ فلا أحد ينكر أن الله عالم بها قبل وقوعها.

وهؤلاء الذين ينكرون علم الله بأفعال العبد حكمهم في الشرع أنهم كفار؛ لأنهم كذبوا قول الله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: ٢٨٢]، وغيرها من الآيات، وخالفوا المعلوم بالضرورة من الدين.

* * *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *