هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، القرشي، العدوي، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وزوج أخته فاطمة.
كنيته:أبو زيد.
إسلامه:
أسلم قديماً هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر، كما كان إسلام عمر في بيت سعيد.
كان سعيد بن زيد رضي الله عنه من سادات الصحابة المهاجرين وفضلائهم، ومن المهاجرين الأولين، شهد سعيد المشاهد كلها مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غير وقعة بدر.
قال الواقدي: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد بعثه هو وطلحة بن عبيد الله إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار عن عير لقريش”.
وكان سعيد بن زيد من العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم.
ذكر شيء عن خبر والده زيد بن نفيل:
كان والد سعيد هو زيد بن عمرو بن نفيل على الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام من قبل بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وكان يرى أن قريشاً على غير الحق، وهم يعبدون الأصنام؛ فكان يتنقل ويبحث ويسافر إلى الشام ويتساءل مع رهبان النصارى؛ لعله يجد ضالته المنشودة وبغيته الغالية، وهو الدين الحنيف، فأخبره أحد رهبان النصارى بأنه قد حان اقتراب نبي يخرج بمكة بدين إبراهيم عليه السلام، فلما تأكد زيد هذا الخبر؛ كرَّ راجعاً إلى مكة، فلما كان في أثناء الطريق لقيه ركب ببلاد لخم فقتلوه قبل أن يتبلغ ببعثة نبينا محمد عليه السلام، وقد أخبر عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنه يبعث يوم القيام أمة وحده، وقد ترحم عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – واستغفر له ودعا له.
ذكر شيء من فضائل سعيد بن زيد:
قدم سعيد بن زيد رضي الله عنه الكوفة، فسمع رجلاً يقع في علي بن أبي طالب ويسبه، فاشتد نكيره عليه، فكان رضي الله عنه لا تأخذه في الله لومة لائم.
وروي: “أن مروان بن الحكم لما جاءه الأمر من معاوية أن يأخذ من أهل المدينة البيعة لابنه يزيد بولاية العهد، فلما تريث، قال له رجل من جند الشام: ما يحبسك؟ قال مروان: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنه سيد أهل البلد، وإذا بايع بايعوا”. أخرجه الحاكم والطبراني في الكبير، وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير.
وروي: “أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما فتح دمشق ولى سعيد بن زيد نيابتها، ولقد أوذي سعيد بن زيد في ذات الله؛ فقد روى هو بنفسه أن عمر بن الخطاب قبل أن يُسلِم كان يوثقه ويعذبه بأنواع العذاب، يريد أن يرجع إلى الكفر بعد إسلامه”. رواه البخاري في صحيحه.
وكان لسعيد بن زيد رضي الله عنه مواقف حازمة في ميادين جهاد المشركين، وله اليد البيضاء يوم اليرموك، وقد أشار خالد بن الوليد أن يكون موقف سعيد بن زيد في القلب من صفوف المسلمين.
وقد ثبت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضرب له بسهمه وأجره من بدر هو وطلحة؛ لأنهما كانا غائبين بأمر من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في طريق الشام.
دعوة مظلوم صادقة:
روى أبو نعيم في الحلية، من طريق بكر بن حزم: “أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد رضي الله عنه أنه ظلمها، وتعدى على حدود ملكها، فرفعت فيه إلى والي المدينة مروان بن الحكم، وسعيد يقول: لم أظلمها، ولم آخذ من ملكها شيئاً، ثم إن سعيداً أراد أن يظهر براءته بين المسلمين، فتوجه إلى ربه، فدعا عليها وقال: اللهم إن كانت علي كاذبة فاعم بصرها، واقتلها في أرضها، وأظهر لي نوراً مبيناً للمسلمين. فبينما هي تمشي في أرضها إذ سقطت في حفرة من أرضها فماتت”.
مات سعيد بن زيد رضي الله عنه بقصره بالعقيق سنة إحدى وخمسين من الهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة فيما قيل، وحُمل إلى المدينة، وصُلي عليه بمسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقبره بالمدينة رضي الله عنه.
هذا ما تيسر من تراجم العشرة الأطهار:
فهم أفضل الصحابة على الإطلاق، وأفضل المهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان، فهم سادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة، بل هم سادة الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، فأبعد الله من نصب لهم العداوة وسبهم وآذاهم.
فقد روي أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما قيل لها: “إن أناساً ينالون من أبي بكر الصديق ومن عمر. قالت: يا عجباً لك! إن الله لما قطع عنهما العمل أحب أن لا يقطع عنهما الأجر”. رضي الله عنها.