واقترب الضيف من المضيف…. د. ناجي بن وقدان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

بعد أيام قلائل وما أسرعها من أيام، يُهِل ضيف عزيز وهلال عظيم، أعظم الله قدره ورفع شأنه وأعلى مرتبته على بقية الشهور اشرأبت النفوس للقياه، وحنَّت القلوب شوقا إليه، ودعت الله بشوق وتلهف أن يبلغها نسماته ونفحاته، وحُق على المُضِيف أن يستقبل الضيف استقبالا يليق بجنابه وعظمته

ولا يتم ذلك إلا بما استقبله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الميامين، ومن ذلك:

 أولا: كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلال رمضان فرح واستبشر وهلل وكبر، ودعا وذكر، فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا رأى الهِلالَ قال (اللَّهُمَّ أهلّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ)[1] ، فمن السنة إذا رأى المسلم هلال رمضان أن يدعوا بهذا الدعاء، أما إذا لم يراه، ولكن سمع عن طريق الأخبار أنه دخل فلا يشرع له أن يدعوا بذلك لأن الدعاء معلق بالرؤيا للهلال لا بالعلم والسماع.

ثانيا: أن يحمد المسلم ربه ويشكره أن بلغه هذا الضيف الكريم الذي جاء رحمة من الله وفضلا على عباده، جاء محملا بالخير العظيم والفضل الجسيم يعطي دون أن يأخذ، مكوثه يسير، وخيره كثير، قال الإمام النووي رحمه الله(اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى , ويثني عليه بما هو أهله )[2] ، وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة بذاتها ، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

ثالثا: الفرح والابتهاج بقدومه الميمون فتلك سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرا لأصحابه وفرحا مسرورا (أتاكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مبارَكٌ ، فرض اللهُ عليكم صيامَه ، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)[3] ، فَحُق له أن يُنْعَت بالبركة فكل لحظة فيه تتميز بالعظمة والبركة، فيه تُفْتَح أبواب الفضل والخير والإحسان وتغلق أبواب الشر والعدوان، فيه ليلة العمر، هي عن 83سنة وبضعة أشهر، من حُرِم فضلها فقد حُرِم.   

رابعا: استقباله بتوبة صادقة، وأوبة خالصة وذلك أن التوبة الصادقة قبل مواسم الخير، من أسباب تطهير القلب من أدران الذنوب والمعاصي، وتهيئتِه للسير في مدارج السالكين الصالحين، والرقي في درجات المقربين، إذ المعاصي والذنوب حُجُب وأقفال على القلب تمنعه وتثبطه عن السير إلى الله جل وعلا، ومتى ما تخفَّف العبد من أثقاله، وزالت الحُجُب عن قلبه، سمت روحه وعلت نفسه، فحينها يجد نشاطًا وإقبالاً على الطاعة في رمضان، فتجده يسابق في الخيرات بنفس مقبلة تواقة للخير، شعارها (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ولكن تجديدها قبل مواسم الخير له أهمية خاصة، ولو أن التوبة مطلوبة من العبد في كل حين، إذ التوبة من أسباب تهيئة القلب، كما قيل (التخلية قبل التحلية)، فتخلية القلب وتطهيرُه من ذنوب الشهوات والشبهات، تجعل القلب مستعدًّا ومهيأً للقيام في تلك المواسم بما أوجب الله، وبالتزود من الخير، والمسابقةِ مع المتسابقين، بل وتجده مقبلاً على ربه ، وذلك لزوال حُجُب الذنوب عنه، كما يقول ابن قدامة رحمه الله(إن الذنوب حجاب عن المحبوب، والانصراف عما يبعد عن المحبوب واجب)[4] ، وخلو القلب من الذنوب وظلمتها قبل موسم الخير يضعه على استعداد لقبول الخير قال ابن القيم رحمه الله(قبول المحل لما يوضع فيه مشروطٌ بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه يكون في الذوات والأعيان، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فلذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه، إلا بتفريغه من تعلقه بغيره)[5].

خامسا: تبييت النية والعزيمة الصادقة على استثماره وعمارة أوقاته بكل عمل صالح، والصدق مع الله فإذا صدق العبد مع ربه صدقه الله كما قال عزوجل(فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)[6] ، وقوله سبحانه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[7].

سادسا: من المتوجب على المسلم أن يعرف الأحكام المتعلقة بالعبادة قبل الشروع فيها، حتى يعبد الله على بصيرة وعلم، ولكي تكون عبادته صالحة ومدعاة للقبول. والصيام والقيام في رمضان يحتاج من المسلم أن يتفقه في الأحكام المتعلقة بهما ويسأل أهل الذكر فيما يشكل عليه من أحكام كما قال عز وجل(فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[8] ، ومن المؤسف حقا أن الكثيرين يدخلون في رمضان، وهم يجهلون الكثير من أحكامه ،وبهذا يقعون في أخطاء قد لا يتنبهون لها إلا بعد انقضائه، فيلحقهم من الجبران للأخطاء مالا يطيقون وقد لا يجدون مخرجا لبعض الأخطاء وهذا من الخطورة بمكان على هذه العبادة التي قد لا تحالفهم مرة أخرى والواجب الحذر.

سابعا: استشعار الأجر الجزيل والثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومن ذلك :

أولا: أن الثواب والأجر الذي أعده الله للصائمين لا يعلمه إلا الله كما قال صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل :كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)[9]. ورمضان شهر الصبر وجزاء الصابرين المحتسبين عند الله عظيم وبلا حساب ،كما قال سبحانه(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)[10] ، ففي هذا الشهر يجمع الله لعباده أجرين بلا حساب أجر الصيام وأجر الصبر ولذلك سُمي رمضان بشهر الصبر.

ثانيا: أن من صام يوماً في سبيل الله فجزاءه أن الله يباعد عنه النار سبعين خريفاً, أي مسيرة سبعين سنة وهذا لمن صام يوما واحدا فكيف بمن صام الشهر كاملاً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)[11].

ثالثا: أن الصيام شفيع العبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة ،فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصيَامُ: أَيْ رَب مَنَعْتُهُ الطعَامَ وَالشهَوَاتِ بِالنهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ) رواه أحمد وصححه الألباني .  

رابعا: في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون، فعَنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ)[12].

خامسا: صيام رمضان يغفر الله به جميع ما تقدم من الذنوب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)[13].

سادسا: في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ( إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ)[14].

سابعا: دعاء الصائم مستجاب في رمضان، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم(ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ)[15]  .

ثامنا: هذا الشهر المبارك فيه من البركة والخير مالا يدركها إلا من صام وقام إيمانا واحتسابا، وهذا يظهر للمسلم الصائم من خلال:

أولا: البركة في المشاعر الإيمانية ، حيث يجد المؤمن قوة تزداد ونورا يظفوا على ملامحه وحياة في قلبه، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا أمر محسوس وهو عطاء قليل من مكنوز كثير عند الله تبارك وتعالى للصائم .

ثانيا: البركة في القوة الجسدية ،حيث إن الصائم يجد من القوة والصحة والنشاط في بدنه مالا يجده في غير الصيام رغم التوقف عن الأكل والشرب، بل إنه حال الصيام ينجز من الأعمال مالا ينجزه حال الإفطار، فتراه ينشط للصلوات والنوافل وقراءة القران رغم ما يجده من الجوع والعطش فسبحان من هو أعلم بمصالح عباده.

ثالثا: البركة في الأوقات ، فمن بركة الصيام أن العبد يتوافر له من الأوقات فينجز فيها الكثير من الأعمال في اليوم الواحد مالا ينجزه في أسبوع حال الإفطار.

ولذلك حري بالمسلم أن يغتنم هذه الأوقات الفاضلة ويستقبل هذا الشر المبارك بما يليق به، وأن يبتعد عما يفعله الكثير من الناس الذين يستقبلونه ببطونهم دون أرواحهم بالانهماك في تجميع ما لذ وطاب وتعبئة المخازن إسرافا وتبذيرا للذي مآله نهاية إلى ساحات النفايات، فإن الله لا يرضى من عبده التلاعب بنعمه وتحويل شهر الصيام والقيام إلى موائد متعاقبة لا تزيده إلا مرضا وتكاسلا عن الطاعات، وليأخذ مما نعيشه الآن من كربات درسا عمليا لتقدير نعم الله والقيام بما أوجب من الأعمال الصالحة، وليحذر المسلم من المعاصي المرئية والمسموعة فإنها سبب لزوال النعم وحلول النقم،(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[16] .

ويجدر التنبيه هنا ببعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة عن رمضان ليتجنبها المسلم ولا يشغل نفسه وينهكها بها فلا طائل من ورائها وفيما صح من الأحاديث غنية عنها ومن تلك الأحاديث:

حديث(صوموا تصحوا)، وهو حديث ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، وقد ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث ودعاء(اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لرمضان، وسلم رمضان لي، وتسلمه مني مُتَقَبَّلاً) ضعيف ولا يصح.

 حديث (يوم صومكم يوم نحركم)، وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.

 حديث (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناس! قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) ضعفه الألباني في “المشكاة”، وقال في “السلسلة الضعيفة” و”ضعيف الترغيب والترهيب”: حديث منكر.

حديث (خمس يفطِّرن الصائم، وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة)، وهو حديث ضعيف، ومكذوب.

حديث (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، إن الجنة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول)، والحديث طويل. قال المنذري: في “الترغيب”: موضوع وقال الحافظ ابن حجر لا يصح.

حديث (لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر) رواه أحمد. والحديث منكر كما قال الشيخ الألباني.

حديث (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار) أشار ابن خزيمة إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إنه حديث منكر.

حديث (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى، ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)، رواه الإمام أحمد في “المسند”. قال محققو “المسند”: إسناده ضعيف جداً.

 

حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)، ضعّفه الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث(يستقبلكم وتستقبلون) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وحيٌ نزل؟ قال (لا) قال: عدوٌ حضر؟ قال: (لا) قال: فماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة)، قال عنه الألباني في “ضعيف الترغيب والترهيب”: منكر.

حديث(إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشيّ) ضعّفه الألباني في “السلسلة الضعيفة”.

حديث(إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبّت ريحٌ من تحت العرش، فصفّقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم، وتقرّ أعينهم بنا، فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زُوّج زوجةً من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: (حور مقصورات في الخيام)[17] على كل امرأةٍ سبعون حُلّة، ليس منها حلّة على لون الأخرى، تُعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لونٌ على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفةٍ من ذهب، فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، ويُعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحٍ بالدرّ، عليه سواران من ذهب. هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات) حديث موضوع، ذكره الشوكاني في “الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة”.

حديث(شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر) ضعّفه الألباني في “السلسلة الضعيفة”.

حديث (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)، أشار ابن القيم إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إسناد هذا الحديث ضعيف.

حديث (لا تقولوا: رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان)، وهو حديث موضوع.

(إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له) وهذا الحديث لا يصح، كما قال نقَّاد الحديث.

حديث(كان إذا دخل رمضان شد مئزره، ثم لم يأتِ فراشه حتى ينسلخ)، ضعَّفه الألباني بهذا اللفظ.

حديث(صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث(انبسطوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله)، وهو حديث ضعيف، كما قال الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث (نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث(من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يقبل منه حتى يصومه)، ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث(من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه)، الحديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في “سلسلة الأحاديث الضعيفة”.

حديث(من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة، ولا مرض، لم يقضِ عنه صوم الدهر كله وإن صامه) ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الترمذي”.

حديث(من اعتكف عشراً في رمضان كان كحجتين وعمرتين)، وهو حديث موضوع، ذكره الشيخ الألباني في “السلسلة الضعيفة”.

حديث(كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر)، وهو حديث موضوع كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة.

حديث(الصائم بعد رمضان كالكارِّ بعد الفارِّ) ذكره الشيخ الألباني في “ضعيف الجامع الصغير”.

حديث(الصائم في عبادة، ما لم يغتب) حديث ضعيف ومكذوب.

حديث(أن امرأتين صامتا، وأن رجلاً قال: يا رسول الله! إن هاهنا امرأتين قد صامتا، وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض عنه، أو سكت، ثم عاد، وأراه قال: بالهاجرة، قال: يا نبي الله! إنهما والله قد ماتتا، أو كادتا أن تموتا: قال: (ادعهما) قال: فجاءتا، قال: فجيء بقدح أو عس، فقال لإحداهما: (قيئي) فقاءت قيحاً، أو دماً، وصديداً، ولحماً، حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأخرى: (قيئي) فقاءت من قيح، ودم، وصديد، ولحم عبيط، وغيره، حتى ملأت القدح، ثم قال: (إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا يأكلان لحوم الناس) ضعيف ولا يصح والصحيح أن الغيبة مع تحريمها المجمع عليه لا تفطر الصائم لكنها تجب من أجره بقدرها.

حديث(الصائم في عبادة، وإن كان راقداً على فراشه) موضوع ولا يصح.

حديث(رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواهما من البلدان) حديث منكر.

حديث(من أفطر يوماً في شهر رمضان في الحضر، فليُهدِ بدنة، فإن لم يجد، فليُطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين) موضوع وباطل.

حديث(أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإثمد المـُرَوَّح عند النوم، وقال: (ليتقه الصائم) حديث منكر ولا يصح. والصحيح أن الكحل لا يؤثر على الصيام.

حديث(رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)، قال ابن حجر: مكوب وباطل.

حديث(إن الله تعالى أوحى إلى الحفظة أن لا يكتبوا على صوَّام عبيدي بعد العصر سيئة) موضوع ولا يصح.

حديث(إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة) منكر وموضوع.

والأقوال المتناقَلة والمتداولة بين الناس من هذا القبيل كثيرة، فعلى المسلم أن يكون على بيِّنة من أمرها، وأن يربأ بنفسه أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً لم يصح عنه، وقد ثبت في الحديث المتواتر قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار)[18]. نسأل الله السلامة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

[1] رواه الترمذي وصححه الألباني.

[2] كتاب الأذكار للنووي.

[3] رواه النسائي وأحمد وصححه الألباني.

[4] منهاج القاصدين لابن قدامة.

[5] كتاب الفوائد لابن القيم.

[6] سورة محمد 21.

[7] سورة التوبة 119.

[8] سورة الأنبياء 7.

[9] رواه البخاري ومسلم.

[10] سورة الزمر 10.

[11] متفق عليه.

[12] رواه البخاري ومسلم.

[13] رواه البخاري ومسلم.

[14] متفقٌ عَلَيْهِ.

[15] رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.

[16] سورة النور 31.

[17] سورة الرحمن:72.

[18] رواه البخاري ومسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *