( بورك لأمتي في بكورها)… د. ناجي بن وقدان

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وفي رواية(بورك لأمتي في بكورها).

وعند إطلاق التأمل في هاتين الروايتين نجد فيهما الخبر عن الأزمنة الفاضلة والمباركة، والتي يجد فيها المرء بركة في الوقت والعمل المُنْجز ، بل يجد الراحة والطمأنينة، بعيدا عن القلق والتوتر والهم والعجلة، وإن كبار السن هم من يحظون بهذه المزايا المباركة أكثر من غيرهم لحرصهم على التبكير وإنجاز الأعمال في أول الوقت، فَيَخْلص لهم من الأعمال مالا يكون للمتأخرين عن الوقت الفاضل. ولقد كان صلى الله عليه وسلم يُحب ويحرص على البكور في غزواته وسفراته ويحث أصحابه على ذلك للبركة التي وهبها الله في البكور، وهو صلى الله عليه وسلم قدوة العالمين وإمام المتقين المبكرين. وإن أقواما فوتوا على أنفسهم نسمات البكور ونفحات الأرزاق بسبب كثرة النوم والكسل والتسويف وعدم الاكتراث ولم يقدروا للأمور قدرها، ففاتهم خير كثير، وتعسرت عليهم أعمالهم، وقَل إنجازهم وضاقت عليهم أنفسهم واعتراهم التوتر والقلق بسبب خروجهم متأخرين في وسط النهار وآخره، في الوقت الذي تعود فيه الركائب بالغنائم والفضل. فكن يا رعاك الله من أهل البكور المباركين تَفُز بما فاز به الأسلاف من البركة والخير، وإن مفتاح ذلك صلاة الفجر ثم المكوث في المسجد حتى تطع الشمس ثم تُصلى ركعتي الإشراق فيبدأ يومه بنفس طيبة مباركة.

فالصباح الباكر هو أجمل الأزمنة، ولأنه أمر يُوافق فطرة الحياة، ولأن ذلك الوقت هو شباب العالم كما أن أول عمر الإنسان شبابه كما ذكر الطبيب أبي زيد البلخي المتوفَّى سنة (٣٢٢) من الهجرة، في كتابه: مصالح الأبدان والأنفس. كما أن الصباح ربيع اليوم ، وفَصْل من أجمل فصوله، فلا عجَب أن يكون سببًا في نجاح الأعمال. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

٤-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *