وقفة تأمل وفائدة جليلة…. د. ناجي بن وقدان

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفة تأمل واستشراف!!!!!

يقول الله جل وعلا ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) فما الفرق بين الخطأ والنسيان؟

قال ابن كثير رحمه الله (أي : إن تَرَكْنا فرضا على جهة النسيان ، أو فعلنا حراما كذلك ، ( أو أخطأنا ) أي : الصواب في العمل ، جهلا منا بوجهه الشرعي).

وهذا دعاء وتضرع من المؤمن إلى الله تعالى، ألا يؤاخذه الله بما يقع منه من الخطأ والنسيان، لأن المؤمن يقع منه هذا وذاك ولكن الله تعالى بفضله وكرمه عفى عن ذلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه) ولهذا كان هناك فرق بين الخطأ والنسيان بينه أهل العلم، وذلك أن الخطأ في مجمله هو أن يقصد أمرا جائزا ثم يكون فعله على أمر آخر لا يجوز فعله، وأما النسيان فهو ذهول القلب عن عمل أنيط به فيتركه نسيانا، وقد عفى الله عنهما رحمة بعباده، قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله(والفرق بينهما: أن النسيان: ذهول القلب عما أمر به فيتركه نسيانا، والخطأ: أن يقصد شيئا يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله: فهذان قد عفا الله عن هذه الأمة ما يقع بهما رحمة بهم وإحسانا)، وفي الآية دلالة على أن الإنسان لابد أن يتعرض للخطأ والنسيان، ولهذا مَنَّ الله عليه بهذا الدعاء ووعده بالإجابة، فيقول سبحانه وتعالى (قد فَعَلْت)، ولكن يحرص المؤمن ألا يتعمد فعل الخطأ لأي أمر من الأمور أو يتعمد النسيان، كأن يقول سأفعل غدا كذا، فإذا جاء الغد تركه وهو عالم به فيقول نسيت وهو لم ينسى، بل يجتهد بالوفاء ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لأن الوفاء من شِيم المؤمن، وقس على هذ الكثير . وهنا فائدة جليلة في قضية النسيان تتعلق باللفظ، وهي ألا يقول المرء( نَسِيتُ) لأن هذه الكلمة توهم السامع أنه مهمل في الأمر ولا يهتم، ولكن يقول(نُسِّيت) أي طرأ علي أمر نساني ذلك الأمر، ولذلك قال فتى موسى عليه السلام لما طرأ عليه نسيان فقدان الحوت، ذكر السبب المؤثر في النسيان وهو الشيطان(وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ).فينبغي للإنسان أن يقول نُسِّيت، ولا يقل نَسِيت. رزقنا الله والجميع حسن التدبر وحسن العمل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *