عن أبي محمدٍ الحسن بن علي بن أبي طالبٍ، سِبطِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتِه رضي الله عنهما، قال: حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك) رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
(دَعْ ما يَريبُك) أي اترك ما تجد فيه شك وريب وعدم اطمئنان وتجد معه القلق والضيق، وانتقل منه إلى (ما لا يَريبُك) حيث الراحة والاطمئنان واليقين وانتفاء الشك. وهذا الكلام يعتبر من جوامع الكلم التي أوتيها عليه الصلاة والسلام التي تتضمن النفع والسلامة، والبعد عن مواطن الشك والريب و وساوس الشيطان، وكل ذلك فيما يتصل بتكاليف المسلم من طاعات وعبادات ونواحي اجتماعية.
ونضرب على ذلك بمثال حي من الواقع، رجل شك هل غسل ذراعيه في الوضوء أم لا فيبقى أثناء الصلاة وبعدها في شكوقلق وحيرة ووسوسة، فلو أنه أراح نفسه من هذا العناء وأعاد الوضوء وصلى على يقين وبينة لكان أجدى وأنفع وأيسر له.
والمقصود مما سبق أن ديننا دين السلامة والسعادة يحمي أبنائه من كل ما يضر بهم ويسبب لهم الهم والقلق ، فجعل الأصل في الأمور السلامة ما لم يتيقن عند العبد ما ينافي ذلك، فالمسلم لا يلتفت إلى الوساوس والشكوك ويعمل بمقتضى القاعدة التي تقول الأصل في الأمور السلامة مالم يتيقن خلاف ذلك.