نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم( وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ….. د. ناجي بن وقدان

 

إن الواجب على كل مؤمن عرف قدر الرسول صلى الله عليهوسلم، و عرف شأنه ومكانته أن يحبَّه محبة مقدَّمة على محبة نفسه، وعلى محبَّة والده وولده، والناس أجمعين، وفي هذا يقول الله  تعالى ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6].

ويقول – صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده، والناس أجمعين)، وقد افترض الله  تبارك وتعالى على العباد محبَّته ونُصرته، وتعزيره وتوقيره، واتباع شرعه والاهتداءَ بهديه صلوات الله وسلامه عليه ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9] ،وتعزيره – صلى الله عليه وسلم – هو نُصرته – عليه الصلاة والسلام – وتوقيره هو محبته وتعظيمه.

ولقد مضت سُنَّة الله تبارك وتعالى في المناوئين للرسول، والمناوئين للرُّسل قبله، المستهزئين بهم الساخرين منهم أن يُحلَّ بهم نكاله العظيم، وعذابه الشديد في الدنيا قبل الآخرة، وتأمّلوا ذلكم – رعاكم الله – في قوله الله تبارك وتعالى ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31].إن الله تبارك وتعالى يملي للظالم، و لا يهمله، ويملي للمستهزئ الساخر، ولا ،يتركه وإذا أخذه، أخذه أخذ عزيز مقتدر؛ ﴿ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [الحج: 44]؛ أي: أمهلتهم قليلاً، ثم كان أخذه تبارك وتعالى  أخذ عزيز مقتدر، ومن يتأمل التاريخ على طول مداه، يجد العقوبات الكثيرة والقوارع العديدة التي أحلها الله تبارك وتعالى  بالمعادين للرُّسل، ولا سيَّما الساخرين المستهزئين، وقد قال الله – تعالى – مُطَمْئِنًا رسولَه – صلى الله عليه وسلم -: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95].وقال جل وعلا ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 3]، أي: الأقطع يقطع الله تبارك وتعالى  دابره، ويمحق عينه وأثره، وقد أحل الله  عز وجل  عقوباته الأليمة، ونكالَه الشديد بكل ساخر مستهزئ بأنبياء الله ورُسله الكرام، وكيف بمن يستهزأ بإمام المرسلين، وخاتم النبيين – عليه صلوات الله وسلامه؟!

وإذا كان الله جل وعلا قال في حديثه القُدْسي(من عاد لي وَلِيًّا، فقد آذنته بالحرب)، فكيف بمن عاد نبيًّا؟! وكيف – عباد الله – بمن عاد إمام المرسلين وقدوة الخلائق أجمعين، وسيد ولد آدم – عليه الصلاة والسلام؟! ولئن كان – عبادَ الله – بعض إخوان القردة والخنازير في زماننا هذا أخذوا يتهكمون بشخص النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – ويهزؤون به عبر صُوَر ساخرة، وكلمات مستهزئة، فإن هذا – عباد الله – إِذْنٌ بزوالهم ومَحْقِهم بإذْنه – تبارك وتعالى – وسُنَّة الله – جل وعلا – ماضية بمن كان شأنه كذلك، ومَن أراد مصداق ذلك، فليقرأ التاريخ كلَّه، فهو مليء بالشواهد العديدة، والأدلة الكثيرة التي تدل على كمال قدرة الله، وإنا لنلتجئ إلى الله – عز وجل – مُعلنين ضَعفنا، وقِلَّة حِيلتنا، ملتجئين إليه وحدَه – سبحانه – أن ينتصرَ لرسوله الكريم.

اللهم عليك بهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم عليك بهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم عليك بهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إلهنا، خذهم أخذ عزيز مقتدر.اللهم زلزلِ الأرض من تحت أقدامهم، اللهم عليك بهم يا ذا الجلال والإكرام.اللهم عليك بهم؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحلَّ عليهم لعنتك، وغضبك وسخطك يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *