مناهج المستشرقين في دراساتهم وكتاباتهم عن قصص القرآن الكريم… د. ناجي بن وقدان

المنهج التأويلي لآيات القصص في القرآن الكريم:

      المنهج التأويلي في دراسات المستشرقين للنص القرآني، أوقعهم في تأويلات وتناقضات مخالفة للصواب، وذلك لأن دراساتهم فيما يخص الإسلام والقرآن تتسم بعدم الموضوعية، إذ أن هؤلاء وخصوصا فيما يتصل بالقرآن والإسلام، لم يلتزموا قواعد البحث العلمي الصحيحة والدقيقة، بعيدا عن المنهجية التعصبية والعدائية ومجابهة الحقائق، فهم وكما هو واضح في دراساتهم وبحوثهم يضعون ويستبقون بالنتائج والفرضيات والتفسيرات الخاطئة، ثم يشرعون في صياغة المقدمات ويضعون البراهين والأدلة التي تتمشى مع أهدافهم ورغباتهم، حتى وإن بانت مجانبة للأصل والصواب. ولعل مما أعمى أبصارهم عن رؤية الحقائق فهمهم السقيم وبضاعتهم المزجاة في فهم اللغة العربية الفهم المتعمق الصحيح، التي توصلهم إلى فهم سليم للنص القرآني، فهم لا يريدون متعمدين فهم اللغة العربية بالمنهج العلمي الصحيح، بل كفاهم منها المعرفة السطحية التي قادتهم إلى نتائج خاطئة، وتفسيرات وتأويلات سقيمة، يقول د. يحي عليان عثمان” يجب على هؤلاء المستشرقين إذا أرادوا قراءة النص القرآني وتحليله أن يتحلوا بالحيادية والانفتاح الفكري والتمسك بالروح العلمية في البحث والابتعاد عن التثبت بالرؤية الأحادية المتعلقة بالنتائج، وأن يعترفوا بالنتائج وإن كانت مخالفة لتصوراتهم، يجب على المستشرقين أن يتمتعوا بالأمانة العلمية في البحث ولا يكونوا حاقدين متعصبين لآرائهم؛ بحيث يبترون النص القرآني ولا يدرسونه دراسة كاملة ، يجب على المستشرقين عدم إصدار الأحكام النهائية على النص القرآني إلا بعد الاستدلال بالبراهين والحجج التي تثبت ما يقولونه”[1]، ويقول د. عبدالصبور شاهين[2] “وآفة المستشرقين أنهم يسوقون مجرد الاحتمالات العقلية مساق الحقائق ويقيسون الماضي الذي لم يكن جزءاً من تاريخهم، وبالتالي لم يكن من مكونات ضمائرهم بمقياس حاضرهم مع تباين المكان والزمان والعقلية والروح، وآية ذلك أنهم يغضون أبصارهم عن الطابع الميتافيزيقي[3] الذي نشأت في ظله أحداث التاريخ القرآني وعلى عهد النبوة، ويرفضون مناهج المسلمين في نقد الأخبار ورواتها”[4].

      إن العقلية الاستشراقية الغربية تختلف تماما في قضايا التفسير والتأويل عن العقلية الإسلامية لدى المسلمين، إذ أن االمستشرقين يجرون البحوث والدراسات بناء على ما تمليه عليهم الأهواء والكراهية الأزلية للإسلام والمسلمين معتمدين على المصادر التي بها يصلون إلى مآربهم وأهدافهم الباطلة، متجاهلين المصادر والمراجع التي يعتمدها المسلمون في تأويل النصوص وتفسيرها.

     ويعترف بعض علماء المستشرقين أن طبيعة الفهم الاستشراقي يختلف عند فهم الباحثين المسلمين والدليل على ذلك ما قاله المستشرق الألماني د. ديلكويس موراني: ” الفهم الاستشراقي للقرآن يختلف كل الاختلاف عنه عند المسلمين عامة، والباحثين المسلمين خاصة، وذلك ما أثار توتراً، بل حقداً، إن صح التعبير بين الطرفين الإسلامي والأوروبي، إن المستشرق الذي يدرس نص القرآن وعلومه لا ينطبق من الحقيقة المطلقة لدى المسلمين، أن هذا النص وحيّ منزل، أي لا يدرسه من زاوية الإيمان، بل من زاوية العلم المنفصل عن جميع ما يدخل في باب الإيمان والعقيدة، والاستشراق يعالج النص القرآني وفقاً لمعايير علوم الديانات العامة، ووفقاً لعلوم التاريخ، فمن هنا يمكن القول إن نص القرآن في رأي المستشرقين ليس إلا وثيقة تاريخية ثمينة باعتباره مبدأَ أساسياً في إيمان المسلمين وعقيدتهم، وهذا ما ينبغي على الباحثين المسلمين مراعاته عند القراءة في دراسات المستشرقين أو مناقشتهم حتى لا يحصل الخلل في الفهم والنتائج، والمدارس الاستشراقية تختلف باختلاف الدول، فالاستشراق الإنجليزي يختلف عن الاستشراق الأمريكي أو الألماني فلكل منهم طبيعته الخاصة.”[5]

      وللتأكيد على انحراف المنهجية التأويلية للنص القرآني عند المستشرقين، نذكر ما قاله المستشرق ريتشارد بل في كتابه مقدمة القرآن أن النبي rقد اعتمد في كتابه على الكتاب المقدس، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص، فبعض قصص العقاب كقصة عاد وثمود مستمد من مصادر عربية، ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية[6]، وقال في موضع آخر” وهذا هو الذي يدل عليه ما ذكره القرآن من قولهم (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) النحل ٢٤  ذلك لأنهم كانوا يستبعدون أن يصدر من هذا القصص الأسطوري عن الله، ومن هنا وقفوا موقفهم من النبي، وقالوا عنه وعن القرآن، وهو بناؤه بعض قصصه الديني على أساس من الأساطير القديمة” وقال أيضا” ولقد كان هذا الصنيع الأدبي مما ألفه القوم من المدنيين، خاصة أهل الكتاب ذلك لأنه الصنيع الذي جرت عليه التوراة وجاء به الإنجيل ومن هنا لم ينكروه، وهو في أعلى ما عرفت العربية من طبقات البلاغة وأدب القائلين”[7]، وهناك من أتباع المستشرقين والسائرين في ركابهم من يقول بقولهم ، وينطق بألسنتهم، أمثال د. محمد خلف الله حيث يقول ” إن المعاني التاريخية ليست مما بلغ على أنه دين يتبع، وليست من مقاصد القرآن في شيء، ومن هنا أهمل القرآن التاريخ من زمان ومكان وترتيب للأحداث وكذلك يصف القرآن بأنه أساطير الأولين كما وصفه به المشركون ، ويستدل بذلك بقوله تعالى( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلً) الفرقان ٥ “[8] ، هذا هو منطق المستشرقين وأتباعهم في بلاد الإسلام، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطبق ما أوردوه من التأويل الخاطئ الذي لا يستند إلى دليل صحيح أو قاعدة علمية صحيحة، بل ولا ينطبق على القرآن الكريم، فهم يريدون أن يخضعوا كلام الله عز وجل وقصص القرآن الكريم للمعايير الأدبية، والغالب على المنهج التأويلي عند المستشرقين ، أنهم يفسرون القصص تفسيرا ماديا وتاريخيا،  متجاهلين عمدا قدسية آيات القرآن الكريم وقصصه الحق، وهذا بطبيعة الحال لا يمكن ولا يجوز أبدا في شريعة الله ، يقول د. فضل عباس[9] ” الآيات القرآنية لها قداسة لأنها منزلة من عند الله سبحانه وتعالى، وعلى ذلك فهو لا يخضع للمعايير البشرية، بل المعايير البشرية يجب أن تخضع له، فالقرآن عندما يذكر قصص الأنبياء يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص والأحداث، ويركز في سرده القصة على أخذ العبرة والعظة، مثال ذلك عندما ذكر قصة موسى وعيسى وإبراهيم وغيرهم من تلك القصص”[10].

      ولم تقتصر انتقادات المستشرقين للقرآن الكريم عند حد تأويل القصص والإعجاز وترتيب السور، بل تعدى ذلك إلى أساس الدين ، وقاعدة الشريعة، إلى العقيدة وثوابت الدين، إذ تجرأوا على تأويل آيات العقيدة تأويلا بعيدا عن الانصاف والعدل، خارجين عن الأمانة العلمية والبحث العلمي الصحيح، فتجرأوا على أسماء الذات وصفات الكمال لله عز وجل ، كما في قوله عز وجل( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) النمل ٣٠  ، حيث استدل بعض القساوسة على إثبات التثليث في الإسلام من خلال تأويل النص القرآني السابق، واعتبر هؤلاء أن ذلك النص فيه ثلاثة أسماء (الله والرحمن والرحيم) فيدل على التثليث[11] ، وهذا دليل قاطع على فهمهم السقيم للغة العربية ومعانيها، إذ أن الله اسم لله وهو اسم ذات يدل على المسمى وهو الله جل في علاه، والرحمن الرحيم صفتا كمال وجمال لهذا الاسم وهو الله، وبهذا يبطل تأويلهم وتنجلي الحقيقة.[12] 

      وخلاصة القول أن المستشرقين يسلكون بهذا المنهج الخاطئ ، مسلك الغواية والإساءة إلى دين الإسلام وأهله، غير مبالين أو مكترثين بالقواعد المنهجية العلمية والبحثية الصحيحة، ولا بالنزاهة والأمانة العلمية التي يجب على كل باحث وفي أي فن من فنون العلوم أن يتصف بها، وأعداء الملة والدين من اليهود والنصارى ومستشرقيهم، لا يألون جهدا في حرب الإسلام وأهله، فعداوتهم أزلية متجددة بزي مختلف عن سابقة بما يقتضية حال الزمان والمكان، مع احتفاظهم بأصل العداوة وأزليتها، ولن يتم لهم الرضا عن أمة الإسلام حتى تنمحي معالم الإسلام ويسير الجميع في دينهم وركابهم، وقد أخبرنا الله بهذا في كتابه الكريم بقوله عز وجل (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) البقرة ١٢٠ وقوله عز وجل( إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) الممتحنة 2  ، وقوله سبحانه ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة ١٠٩ ، قال الإمام الطبري –رحمه الله- “وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على رضا الله في دعائهم، إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حالة واحدة، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك، إلا أن تكون يهوديا أو نصرانيا، وذلك مما لا يكون منك أبدا، لأنك شخص واحد ، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة، وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل، لم يكن لك إلا إرضاء الفريقين سبيل، وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل، فالزم هدى الله الذي لجميع الخلق إلى الألفة عليه سبيل”[13] ، وقال ابن كثير -رحمه الله- في معنى الآية ” وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك، أبدا فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم ، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق”[14] .

منهج النفي لآيات القصص في القرآن الكريم:

     يختلف هذا المنهج كثيرا عما قبله من المناهج الاستشراقية ، بل قد يكون أشدها لاعتماده على قاعدة النفي لكل ما يتصل بالقرآن والسنة وعلومهما، فمنهج النفي بات واضحا جليا ، ومعلما بارزا في الدراسات والأبحاث الاستشراقية، فهو يقوم على تصحيح كل ما هو ضعيف وموضوع من الروايات والآثار المتصلة بعلوم القرآن الكريم ومنها القصص، ونفي وتضعيف الروايات الصحيحة من تلقاء أنفسهم دون سبب علمي صحيح، أو وجهة نظر مقبولة، بمعنى أنهم إنما يتبعون الهوى المبني على عداوة الإسلام وأهله، وكل ما يتصل بالدين من علوم ومعارف، وهذا بلا شك كاف لبيان فساد هذا المنهج وبطلانه، يقول د. حسن عزوز” إنهم ينفون العديد من الروايات لهذا السبب أو ذاك، بينما نجدهم يتشبثون –بالمقابل- بكل ما هو ضعيف شاذ”[15].

      وقد شهد أحد رموز الاستشراق بوجود هذا المنهج الهدام في كتب المستشرقين التي باتت من عوامل الهدم والسلب وفشل النتائج المستخلصة من دراساتهم للتراث الإسلامي، وهو المستشرق الفرنسي إميل ديرمنغم Emile Dermenghem إذ يقول ” من المؤسف حقاً أن يكون قد غالى بعض هؤلاء المتخصصين من أمثال موير ومرجليوت ونولدكه وسبرنجر ودوزي وغريم وجولدزيهر وغيرهم في النقد أحياناً، فلم تزل كتبهم عامل هدم ونفي على الخصوص، ولا تزال النتائج التي انتهى إليها المستشرقون سلبية ناقصة”[16] ، ولقد تبين من خلال ما سبق الأهداف التي يرمي إليها هذا المنهج ويعمل على تحقيقها، وهي النفي المتعمد للحقائق والعلوم القرآنية من قصص وغيره، وكذلك نفي الأحداث والوقائع التاريخية التي لها صلة وارتباط قوي بعلوم القرآن الكريم، وذلك عبر عدد من القنوات والطرق الممنهجة مثل إثارة الشكوك حول علوم القرآن من قصص وأحداث وغيرها، لإحداث الاهتزاز الثقافي بين أفراد المجتمع الإسلامي، إضافة إلى التوسع والمبالغة في النقد للعلوم القرآنية إلى حد يتم من خلاله تطبيق عملية ومنهج النفي، ليلغي وينفي بذلك كل ما يتعارض مع العلوم الاستشراقية، والأهداف الغربية.

     ولننظر إلى العقلية الغربية حينما تلغي وتنفي المصادر التاريخية والسير النبوية والسنن المأثورة، كيف تنقلب عندها الحقائق، وتختل الموازين، فهذا المستشرق لويس شبرنجر Sprenger[17] الذي “يرى أن اسم النبي r قد ورد في أربع سور من القرآن هي آل عمران والأحزاب ومحمد والفتح، وهي جميعها سور مدنية، ومن ثم فإن لفظة (محمد) لم تكن اسم علم للرسول قبل الهجرة”[18] ، وهنا يتجاهل هذا المستشرق وينفي كل المصادر والآثار التاريخية الصحيحة التي تثبت اسم النبيr  في الفترة التي قضاها بين جنبات مكة المكرمة، وجل حجته  أنه لم يرد اسم محمد r  في القرآن الكريم فيما نزل منه في مكة، ظانا أن القرآن الكريم متخصص فقط في سيرة وحياة محمدr ، ونافيا ما عداه من التراث التاريخي المحتوي على الوقائع والحوادث والسير التاريخية بما فيها سيرته عليه الصلاة والسلام منذ مبعثه وحتى التحاقه بالرفيق الأعلى، ولا غرو فالمستشرقون أصحاب مناهج تنبني على الإقصاء والهدم والنفي وسوء الانتقاء لكل ما هو خارج عن دفتي القرآن الكريم.

       والمستشرقون في جميع أحوالهم ودراساتهم حول علوم القرآن الكريم، يحاولون إقصاء كل الروايات الصحيحة والمعتمدة لدى علماء الإسلام والتي لا تخضع للشك ولا الارتياب والتي تثبت صدق القرآن الكريم وكل ما جاء به النبيr من عند الله، من خلال المبالغة في نقدها إلى حد إلغائها ونفيها، ويعتمدون كل ما هو ضعيف ومنقطع وموضوع من الآثار والروايات ، ويبنون عليها أحكاما باطلة لا تستقيم أبدا ولا يصدقها من لدية أدنى مرتبة من العلم والعقل الصحيح، وذلك لادخال الشك والارتياب _ على الأقل _ في النفوس.

      والمقصود أن المستشرقين يُغْرِقون كثيرا في الاتكاء على الضعيف والسقيم والموضوع من الروايات والاعتماد عليه، لإصدار الأحكام على القرآن الكريم وقصصه وعلومه والسنة الشريفة ومضامينها، وذلك يدل بما لا يدع مجالا للشك على سوء النية، وخبث الطوية عند هؤلاء، بغية طمس معالم الدين ، وتحطيم المسلمات والبديهيات من الإسلام، التي هي من ثوابت الإيمان عند أهل الإسلام. وهذا يدلنا ويثبت لنا بطلان منهج النفي المسلوك عند أولئك المستشرقون ، الذي لا يخدم إلا مصالحهم، ويحقق أهدافهم.

[1] مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق، يحي عليان ، دار الصفا للنشر والتوزيع، عمان، 2000م، ص215.

[2] هو د. عبد الصبور شاهين (18 مارس 1929  – 26 سبتمبر 2010م 17 شوال 1431 هـ ، مفكر إسلامي مصري ومن أشهر الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، خطيب مسجد عمرو بن العاص أكبر وأقدم مساجد مصر سابًقا، أنظر الموسوعة الحرة ويكيبيديا.

[3] الميتافيزيقا فرع من فروع الفلسفة التي تبحث في المبادئ الأولية للعالم، وحقيقة العلوم، ينظر الموسوعة الفلسفية، عبدالرحمن بدوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1984م، ص 493-495.

[4]قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، نقد مطاعن، ورد شبهات، د. فضل عباس ، دار النشر، عمان، 1989م، ص18.  

[5] ينظر منهج المستشرقين التأويلي في تفسير النص القرآني، د. زكريا إبراهيم الزميلي، بحث مقدم إلى مؤتمر”الإسلام والتحديات المعاصرة”، المنعقد بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، في الفترة: 2-3/4/2007م ص 49.

[6] أنظر الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، ص84.

[7] هجمة علمانية جديدة ومحاكاة النص القرآني، ص 54-55.

[8] الفن القصصي في القرآن الكريم ص 42.

[9] هو أبو محمد فضل حسن عباس، أحد أبرز علماء السنة في الأردن، وأحد العلماء المعدودين في علوم التفسير وعلوم اللغة والبلاغة، عرفه الناس من خلال كتبه ودروسه ومحاضراته في حلقات العلم وفي المساجد وفي المنتديات العلمية، وعرفه طلاب العلم في رحاب المعاهد العلمية والجامعات، برز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير والتلاوة وكان ذلك في السبعينات حين سجلت له الإذاعة الأردنية 400 حلقة إذاعية في تلاوة وتفسير القرآن الكريم كاملاً، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد نتاجاً كبيراً وهاماً من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم، ينظر الموسوعة الحرة ويكيبيديا.

[10] القصص القرآني، ص 65. 

 

[11] ينظر مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، ص33 .

[12] وللتوسع ينظر الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، 1 /6 .  

 

[13] تفسير الطبري 1/673.

[14] تفسير ابن كثير 1/142.

[15] مناهج المستشرقين البحثية في دراسة القرآن الكريم ص 42.

[16] حياة محمد، إميل ديرمنغم Emile Dermenghem ، ترجمة عادل زعيتر، ، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة ،1949م.

 

[17] ألويس اشبرنجر ابن كرستوفر اشبرنجر (1228 – 1310 هـ / 1813 – 1893 م) هو مستشرق نمساوي، اشتغل في مدرسة دهلي ومطبعة كالكوتا في الهند عام 1842، تجنس بالجنسية الإنكليزية، واشتهر بكتابه عن حياة النبي محمد، موسوعة المستشرقين ص 28.

[18] مناهج المستشرقين البحثية في دراسة القرآن الكريم ص 42.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *