مشروعية المنهج العلمي الصحيح في الدعوة إلى الله، في الرد على الشبهات والافتراءات وحكمه… د. ناجي بن وقدان

المنهج العلمي الصحيح في الدعوة إلى الله عز وجل ، هو المنهج المسْتَمد من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين، وهذا المنهج الدعوي الصحيح هو المنهج المشروع والذي جاءت به الأدلة من الكتاب والسنة، وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو المنهج الأسلم والاحكم والأعدل، وخصوصا فيما يختص بالرد على أهل الأهواء من المستشرقين وتلامذتهم في المجتمعات الإسلامية فيما يثيرونه من شبهات وأباطيل حول الإسلام والقرآن والسنة، كما قال عز وجل (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف ١٠٨، يقول ابن كثير -رحمه الله- ” أي سبيله وطريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي”[1] ، وقال الإمام الطبري – رحمه الله- موضحا ومبينا هذا الطريق السوي” أي قل يا محمد الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته، سبيلي وطريقتي ودعوتي”[2] ، وقال سبحانه (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام١٥٣، يقول العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – ” أي صراط الله الموصل إليه وإلى دار كرامته المعتدل السهل المختصر ولا تتبعوا الطرق المخالفة لهذا الطريق فتضلكم عنه وتفرقكم يمينا وشمالا، فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم، فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم”[3] . وقال عز وجل( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل ١٢٥، قال القرطبي – رحمه الله – ” أمره أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف ولين دون مخاشنة وتعنيف، وهكذا ينبغي أن يوعظ المسلمون إلى يوم القيامة”[4] وكلامه رحمه يدل على المنهج الصحيح ومشروعيته في الدعوة إلى الله تعالى، وأن غيره من المناهج المنحرفة الباطلة ما هي إلا اتباعا للهوى ومشاقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وسلوكا لغير سبيل المؤمنين، كما قال عز وجل(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)  النساء ١١٥ ، قال ابن كثير – رحمه الله – ” أي ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فصار في شق ، والشرع في شق، وشق عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح له”[5] .

      وهذا أيضا يدل على أن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق المؤمنين هو المنهج الصحيح والطريق المستقيم في الدعوة إلى الله عز وجل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ” إن كلاًّ من الوصفين يقتضي الوعيد لأنه مستلزم للآخر، كما يقال مثل ذلك في معصية الله والرسول، ومخالفة الإسلام والقرآن فيقال، من خالف القرآن والإسلام أو من خرج عن القرآن والإسلام فهو من أهل النار، فهكذا مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين، ومن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقه أيضا، فإنه قد جعل له مدخلاً في الوعيد، فدل على أنه وصف مؤثر في الذم، فمن خرج عن إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعاً، والآية توجب ذم ذلك”[6].

     ولقد أمر الله تعالى باتباع هؤلاء المؤمنين ، والسير على ما ساروا عليه من لزوم المنهج الصحيح في الأقوال والأفعال، والدعوة إلى الله ، والبعد عن المناهج الضالة المضلة والبعيدة عن الصراط المستقيم، فقال عز وجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة ١٠٠، قال ابن كثير -رحمه الله-” يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان ، ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم والنعيم المقيم”[7]، وقد بين لنا نبيناصلى اللهعليه وسلم أن الفرقة الناجية هي الفرقة التي مضت على ما كان عليه هو وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، في التزام المنهج الصحيح في القول والعمل والبعد عن البدع والأهواء وأهلها، وهذا هو الصراط المستقيم والمنهج القويم، فعن عوف ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة ، وثنتان وسبعون في النار ، قيل : يا رسول الله، من هم ؟ قال : الجماعة”[8].

        وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي”[9] ، والشاهد من هذا الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام” ما أنا عليه وأصحابي” أي لزوم الصراط المستقيم والمنهج القويم في العبادة والطاعة والدعوة إلى دين الله وشريعته، وفي الجدال والمنافحة عن شريعة الله ورد الشبهات والافتراءات على أهلها، وفي حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”[10]، وهذا يدل على ثباتهم على الدين وعلى المنهج الصحيح المستقى من الكتاب والسنة، مهما اعترضهم من الصوارف والعوارض والأهواء والملل المنحرفة ، فإنهم صامدون وثابتون على الحق، قال الإمام النووي-رحمه الله- ” وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة ، فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم  إلى الآن ، ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث”[11] يقول يزيد بن هارون وأحمد بن حنبل” إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم”[12]. وقال شخ الإسلام -رحمه الله- “وأهل الحديث والسنة هم الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلمفهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، وهم أعظم الناس اتباعا لها، تصديقا وعملا وحبا، وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم، إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل يجعلون ما بعث به من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه، وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأحكام، ومسائل المعاد وحشر الأجساد وغير ذلك، يردونه إلى الله ورسوله، فما كان من معانيها موافقا للكتاب والسنة أثبتوه، وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه، ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، فإن اتباع الظن جهل، واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم [13]”، ولزوم هدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعد التزاما بهديه عليه الصلاة والسلام، ففي ذلك سلامة ونجاة من المزالق والمهالك في الدنيا والآخرة، والتمسك بسنتهم بعد سنته أمر متواتر عليه، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن أُمِّر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة “[14] ، وحول هذا الأمر يقول الخطابي” هذا دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين اذا قال قولاً وخالفه فيه غيره من الصحابة، كان المصير إلى قول الخليفة أولى”[15] .

      وقد ورد من الآثار ما يؤيد المنهج الصحيح، والطريق السوي في ممارسة شرائع الإسلام ومنها الدعوة إلى الله ودحر شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين وأشياعهم، ومن ذلك ما قاله عبدالله بن مسعودt حيث قال” من كان منكم متأسيا فليتأسّ بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم  فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم “[16] ، وقال الإمام الأوزاعي – رحمه الله-” اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول ولا يستقيم القول إلا بالعمل ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة”[17]، وقال أيضا” عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول”[18]، وقال الإمام أحمد – رحمه الله – ” أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول اللهr والاقتداء بهم ” [19] .

        قلت وكل ما سبق من الأدلة والآثار تدل على وجوب الأخذ بالمنهج العلمي الصحيح الموافق للكتاب والسنة في الدعوة إلى الله تعالى، ودفع شبهات المغرضين، وتفنيدها والرد عليها ردا علميا من واقع الكتاب والسنة ، وسيرة السلف الصالح، وهو المنهج الذي رسمه لنا نبينا عليه الصلاة والسلام، ونبذ ما عداه من المناهج المضللة ، التي لا تستند في دعوتها إلى أسس صحيحة، وقواعد متينة، ولقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلمبعده على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول اللهr موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قلنا يا رسول الله ان هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال “قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعليكم بالطاعة وان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد”[20] . ولقد بليت الأمة من قديم وحديث بالكثير من المناهج والفرق المخالفة لهدي الكتاب والسنة في دعوتها وتوجهها أمثال المعتزلة والجهمية والرافضة والصوفية وغيرها من فرق الأهواء والبدع، والتي خالفت أهل السنة والجماعة في قواعد الدين وفروعه، وأثارت البدع والضلالات وفرقت الأمة إلى فرق وأحزاب، وبات أهل السنة والجماعة في قلة أمام هذه الموجات والفرق المختلفة، وهذا مصداقا لما تنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق، مع بيانه للفرقة الناجية التي سلكت المنهج الصحيح في دعوتها وعباداتها ودفاعها عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وهي التي على منهجه ومنهج أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

[1] تفسير ابن كثير 2/452.

[2] تفسير الطبري 6/4656.

[3] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 2/87.

[4] الجامع لأحكام القرآن، 5/131.

[5] تفسير ابن كثير 1/493.

[6] مجموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، تحقيق أنور الباز – عامر الجزار، دار الوفاء، الاسكندرية، 1426 هـ – 2005 م، 19/193.

[7] تفسير ابن كثير 2/349.

[8]  سنن ابن ماجة، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرون، دار الرسالة العالمية، بيروت، 1430ه-2009م، كتاب الفتن، 5/128 الحديث 3992، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 4/66 برقم 1492.

[9] رواه الترمذي، باب افتراق الأمة، 5/26، الحديث 2641، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 4/66 برقم 1492.

 [10]رواه مسلم، كتاب الإمارة باب قولهr لا تزال ، 3/1523، الحديث 170.

[11] شرح النووي على صحيح مسلم، للإمام محي الدين أبي زكريا يحى بن شرف النووي، دار المنار للنشر والتوزيع، القاهرة

، 1423ه-2003م، 5/95.

[12] شرف أصحاب الحديث، للخطيب البغدادي، تحقيق محمد سعيد أوغلي، نشر كلية الإلهيات، أنقرة، 1389ه-1969م، برقم 48 ص 27.

[13] مجموع الفتاوى 3/347.

[14] سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق سيد إبراهيم وزميله، دار الحديث، القاهرة،1420ه-1999م، 4/329، الحديث 4609 وصححه الألباني في صحيح الجامع 10/261 برقم 4314.

[15] معالم السنن شرح سنن أبي داود، أبو سليمان أحمد بن محمد البستي، المطبعة العلمية ، حلب، 1351ه-1932م، 7/12.

[16] جامع بيان العلم وفضله، أبي عمر يوسف بن عبد الله النمري القرطبي، تحقيق أبو عبد الرحمن فواز أحمد زمرلي،  دار ابن حزم، الرياض، 1424-2003 هـ ، 2/198.

[17] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي ، بيروت، 1405ه، 6/143.

[18] جامع بيان العلم وفضله، 2/283.

[19] أصول السنة، أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، دار المنار ،الخرج ، السعودية، 1411هـ، 1/14.

[20] رواه ابن ماجة 1/29 الحديث 43 والإمام أحمد باب حديث العرباض بن سارية، 4/126 الحديث 17182وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3/11 برقم 937.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *