عمرك رأس مالك فاحذر ضياعه!!!! د. ناجي بن وقدان

عمر الإنسان فيما أفناه.. 26 عاما للنوم وسنة واحدة للحب   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد:

العمر من أغلى مايملكه العبد ،ومن البوار والخسران المبين أن يمر بساعاته ودقائقه وأيامه وسنينه دون عمل صالح يقرب العبد من الله والدار الآخرة.والوقت في عمر العبد أثمن ما يكون وكل ساعة ودقيقة فيه تمر تُنْقص من عمر العبد وتباعده من الدنيا وتقربه من الآخرة،وانظر يارعاك الله إلى السنين التي مرت من عمرك ألا ترى أنها انصرمت وكأنها سحابة صيف طافت ثم سرعان مانقشعت،فاغنم عمرا تبقى لا تعلم كم هو وكم عدد أيامه وسنينه،قد تكون ممن اقترب رحيله وأزف تحويله،والمرء سيُسأل عن سنوات عمرِه كلِّها بين يدي الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ)، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه(ما ندِمْتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربتْ شمسُه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي)وقال ابن الجوزي رحمه الله(ينبغي للإنسان أنْ يعرف شَرَفَ زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظةً في غير قُربة، ويُقدِّم الأفضل فالأفضل من القول والعمل).واعلم يا رعاك الله أن وقت الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أنواع :

النوع الأول: وقت مضى في طاعة الله في جميع مواطن البر والخير، فالبشرى لصاحبه بالخير والمفازة في الدنيا والآخرة،(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،فاغتنام العمر في ألوان الطاعات والقربات من أقوى أسباب دخول الجنة.

النوع الثاني :وقت مضى في معصية الله ولهو ولعب ،فهذا وبال على صاحبه إن لم يتدارك أمره ويحسن فيما تبقى،ويحسن الأوبة والتوبة فيكون من المفلحين،ومن استمرأ المعاصي وسَوَّف في التوبة،وأدركه الأجل فقد خسر خسرانا مبينا(وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).

النوع الثالث : وقت مضى في غير طاعة وفي غير معصية،فإن كان في مباح لا معصية ولا طاعة،فلا لك ولا عليك،وإن مضى في حاجات أهلك وأسرتك واحتسبت الأجر على الله فهو لك في الأجر والخير،وإن مضى في غير هذا وذاك فهو نقص من عمرك ستندم عليه.

ومن خلال ما سبق يتبين لنا أهمية عمر الإنسان وأنه محل استثمار وادخار،فمن استثمره في الخير نجا ومن استثمره في الشر هلك،وليس هناك من عاقل يبدده فيما لا ينفع.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *