وصية الثبات في زمن المتغيرات!!! د. ناجي بن وقدان

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

نعيش اليوم في فترات حرجة، وفي أزمنة متأخرة، ونواجه تغيرات كثيرة، تتزاحم فيها الفتن، وتكثر فيها القلاقل والحروب، واندراس الدين عند كثير من الناس ، وكثرة الحَوْر بعد الكَوْر الذي تعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، وانفلات من عُرى الدين ، وضعف في الإيمان والتقوى، وتصديق الكاذب، وتكذيب الصادق، وتخوين الأمين ، وتأمين الخائن، وكثرة المتكلمون في أمور العامة، والمتسلقون على جدار العلم والدعوة، وضعف القدوة الصالحة، وكثرة الانخداع بزخرف القول والانجراف وراءه، والتأثر بتطاير الشهوات والشبهات، فالوصية أمام هذه البلايا والرزايا أن :

  • يلتزم المسلم بدينه ويعتز به أمام هذه الفتن والمحن.
  • يتمسك بكتاب الله عز وجل ويكثر من تلاوته وتدبره والائتمار بأمره والانتهاء عما نهى عنه.
  • الثبات على هدي النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته الظاهرة والباطنة.
  • تمحيص العقيدة من براثن الشرك والكفر، والشبهات، والشهوات، والأهواء.
  • التزام جماعة المسلمين وإمامهم، والتواري عن الفرق الضالة والمخالفة للدين وهدي سيد المرسلين.
  • الحذر من الأبواق الضالة والقنوات الفاسدة ورفقاء السوء، وزخارف القول والانخداع بها(ولتجدنهم في لحن القول).
  • لزوم العلماء الراسخين المشهود لهم بالتقى والصلاح والقدوة الصالحة، وهم القلة الباقية في هذه الأزمنة، وأخذ العلم منهم والتتلمذ على أيديهم فهم أنوار يُهتدى بهم في ظلمات الفتن.
  • البعد عن الثوران العاطفي، والحماس الزائد، ولزوم الأناة والتروي وعدم الاستعجال، والنظر إلى ما يستجد بعين الحقيقة، وعرضه على ميزان العلم الشرعي، والاستنارة بآراء أهل العلم، الذين يبيرون الفتن ويدركونها إذا أقبلت، وغيرهم يدركها حال الإدبار، فالتوازن القولي والفعلي والفكري مطلوب من المسلم.
  • اللجوء إلى الله دائما وخصوصا في جوف الليل الآخر بالدعاء والتضرع بالثبات على الدين والوقاية من شر الفتن، فالدعاء سلاح المؤمن حال الشدة وحال الرخاء، فمن لم يكن الله له عونا وحافظا فما أفلح(فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
  • الإقبال على الله بحسن العمل، والاجتهاد بالأعمال الصالحة، فإنها وقاية وحصانة من الوقوع في الفتن والشبهات والشهوات، ورفع للدرجات والحسنات، ونجاة بين يدي الله في العرصات.
  • الهروب والابتعاد عن مواطن الفتن واللهو والمعاصي وأصحاب السوء، والمحافظة على الأهل والأبناء وتجنيبهم أماكن السوء ومواطن اللهو، وتحذيرهم من المواقع المشبوهة، ووسائل التواصل الفاسدة والمفسدة، فإنهم أمانة لابد من السؤال عنها بين يدي الله عز وجل.

هذا ونسأل الله تعالى الثبات على الدين وهدي سيد المرسلين، وأن يجنبنا كل سوء وبلاء وفتنة في الدنيا والآخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *