عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب) رواه البخاري.
قال الجرداني – رحمه الله -: إن هذا الحديث حديث عظيم، وهو من جوامع الكلم؛ لأنه جمع بين خيري الدنيا والآخرة. الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (154).
الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين أبو من يكون، لأنه لا حاجة في ذكر اسمه والمهم هو ما سأل عنه.
(أوصني) والوصية لا تخص هذا الرجل وحده بل هي عامة لكل فرد من المسلمين، وكون المسلم يطلب الوصية ممن يرى فيه العلم والتقى والخيرفهذا حسن ولا بأس به.
(لا تغضب) الغضبمدر كل شر وبلاء وهو عبارة عن جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم يحمر منها وجهه وعيناه وتنتفخ أوداجه وربما تركز شعر رأسه من قوتها وترتعد أطرافه ويخرج عن السيطرة فيحصل ما لا تحمد عقباه، ولا شك أن الغضب من مساوئ الأخلاق.
والواجب على المسلم أن يبتعد عن مواطن الغضب وأسبابه، وأن يضبط نفسه وينظر إلى العواقب المحتملة من جراء الغضب.
يقول جل وعلا ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾آل عمران 134
وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظًا – وهو يستطيع أن ينفذه – دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور العِين شاء) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح.