عن أبي يعلى شداد بن أوسٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته) رواه مسلم.
(إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ) أي أن الإحسان ليس محصورا في أمر معين بل في كل شيء من مناحي الحياة، فالإسلام كله إحسان ورحمة، وذلك يتمثل في إحسان الله لعباده وإحسان الخلق بعضهم لبعض، والموفق من كان الإحسان خلقه وسجيته.
( فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة ) أي إذا قتلتم ما لا يحل بالقتل فأحسنوا قتله، كمن يقتل كلبا مؤذيا والكلب لا يحل أكله ،فيقال أحسن قتله ولا تعذبه، ومن يقتل حيوانا مما لا يحل بالقتل مما يؤذي فليحسن القتلة، ولو ينظر الغرب بعين العدل والبصيرة والإنصاف إلى الإسلام، ما وجدوا دينا أحسن ولا أرحم ولا أعدل من دين الإسلام.
(وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة ) وهذا المقصود منه فيما يحل أكله من الأنعام يحسن الذبحة كما في الأضاحي والذبائح وغيرها مما يحل، بخلاف القصاص فنه يفعل بالقاتل كما فعل بالمقتول ، ودليله فعل الرسول صلى الله عليه وسلم باليهودي الذي رض رأس الجارية بالحجر ،فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برض رأسه بين حجرين الجزاء من جنس العمل.
(ولْيُحِدَّ أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته ) أي يحد سكينته ويرح ذبيحته، ويؤخذ من ذلك أيضا أن على الذابح أن يكون متمرسا في الذبح وهذا أريح للذبائح وأرحم بها، ويؤخذ منه أيضا أن لا تحبس الذبيحة قبل الذبح عن الأكل والشرب، كما لا تحبس أمام الأخريات التي تذبح أمامها، لأن ذلك فيه تخويف وتعذيب لها وهي ترى الدم وتشمه، وكذلك سحبها على الأرض بقوة وتعذيبها كل ذلك لا يجوز، ودين الإسلام دين رحمة وشفقة وأرحم بالخليقة من القوانين والأنظمة البشرية والأديان المحرفة.