الوقت في رمضان ثمين والثمين سريع الانقضاء…….. د.اجي بن وقدان

من هم الشركاء المتشاكسون؟

التلفاز، الكمبيوتر، القنوات الفضائية، الجوالات الواتس أب ،السناب، وسائل الترفيه الأخرى، الأصدقاء، المنزل، العمل وغيرها كثير حق لها أن يطلق عليها الشركاء المتشاكسون.

كل هذه وسائل تتشاكس وتتجاذب وقتَ المسلم في رمضان، فلا تترك للمسلم وقتًا لكي يعبد الله – تعالى – في هذا الشهر الكريم، فتقتل وقته أيما قتل، فتمزقه، فلا تترك له شيئًا حتى يتحول شهر رمضان من شهر للطاعات إلى شهر للترفيه واللهو واللعب، ومجرد الأكل والشرب، فالبطونُ جائعة، ومعاني الصيام ضائعة، حتى أصبحت إضاعةُ الوقت في رمضان ظاهرةً شائعة تستحق الوقوف عندها؛ فالشباب يملؤون الأحياء يتسكعون فيها بلا هدف سوا قتل الوقت، ومنهم الغارقون في النوم، والرجال في العمل، والنساء يعددن العدَّة لمعركة الإفطار، وكأن رمضان خُلق للأكل والشراب فقط، خاويًا من العبادات والطاعات،

وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – الوقت ذا قيمة عالية وحث على اغتنامه فقال : “اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك” صحيح الجامع .

ولما كان أكثر الناس جاهلين بقدر هذه النعمة ، غافلين عما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ” رواه البخاري، والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه.

وإذا كان الوقت بهذه المنزلة ينبغي على العبد  أن يصلح فيه نيته ، ليكون له فيه أجر كما قال معاذ رضي الله عنه : أما أنا فأقوم وأنام ، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي ” رواه البخاري ومسلم.فالوقت هو النعمة التي يتساوى بها الغني والفقير وأعطيت لكل واحد بمقدار عمره، وهو الشيء الوحيد الذي لا يباع ولا يهدى ولا يمكن لحد الحصول عليه .ولذلك لما أتى احد الرسل من احدى المعارك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوصل في وقت الظهر وخشي ان يكون نائما فلم يسأل عنه وبلغ ذلك عمر فقال له :لماذا لم تأتني بالخبر حين وصولك؟فأجابه: خشيت أن تكون نائما . فقال له عمر: كيف أنام وإذا نمت النهار ضيعت امتي وإذا نمت الليل ضيعت نفسي .فهو رضي الله تعالى عنه لا يضيع ساعة من نهار في البحث في شئوون الأمة وساعة في الليل يقضيها بالعبادة ويتقرب بها من الله .وهذا عبد الله بن مسعود:يقول “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي”.ويقول ابن القيم رحمه الله: ضياع الوقت أشد من الموت؛لأن الموت يقطعك عن الدنيا وضياع الوقت يقطعك عن الله . ولذلك حري بكل مسلم أن ينظم وقته وأن لا يكون فريسة وطعما لهؤلاء الشركاء المتشاكسون حتى لا تضيع عليه غنيمة قل أن يدركها عاما آخر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *