الحديث السادس والعشرون: كل سلامى من الناس عليه صدقة………..

 

( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس) أي كل مفصل وقيل كل عظم وكلا المعنيين صحيح ولا اختلاف بينهما فكل عظم ينفصل عن الآخر بمفصل ، وكل عظم يختلف عن الآخر في طوله وقصره وعمله وقوته،ولهذا كان على كل مفصل صدقة فسبحان من خلق وبرأ وصور. وقد ورد في صحيح مسلم أن في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصل، وقد أثبت الطب الحديث هذه الحقيقة،وهذا فيه دلالة قاطعة على صدق رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن بريدة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا ، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة ” رواه مسلم.

(كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة) أي كل صباح على كل مفصل منك صدقة، فعدد المفاصل 360 عليها 360 صدقة، وفي الأسبوع 2520 صدقة، ويجزء من ذلك كله ركعتين يركعهما في الضحى كما في صحيح مسلم،وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم.

فيعدل بين اثنين ويفصل بينهما في خلافهما والصلح بينهما، أو الحكم بينهما، والحكم أوجب إذا اتضح الحق لأحدهما ولا يعدل للصلح إلا حال التباس الحق عليه.

(وتعين الرجل في دابّته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة) أي تحمله ليها إن كان صغيرا أو كبير سن لايستطيع الركوب عليها،وتحمل له متاعه وأغراضه عليها، والدابة في القديم تحل محلها وسائل المواصلات بأنواعها في الوقت الحاضر وهذا صدقة.

( والكلمة الطيبة صدقة) سواء كانت الكلمة من ذكر الله كالتسبيح وخلافه أو تعاملا مع الناس بالكلامالطيب.

(وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة) سواء بعدت الخطوة أم قربت ،ولا شك أن في التطهر في البيت والخروج إلى المسجد أجر عظيم ، ورفعة للحسنات ،وحط للسيئات،كما قال عليه الصلاة والسلام(مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً , وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً ) رواه مسلم .

(وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) وهو كل ما يقع في طريق الناس من أذى كالشوك ونحوه مما يتأذى به المارة.

وهذا حديث عظيم في بيان وجوب الصدقة عن أعضاء الجسد كل يوم تطلع فيه الشمس وتيسير الله على العباد بتعويض عن الحرج والمشقة بركعتين في الضحى تجزء عن ذلك، وكذلك أنواع الصدقات والقربات ورفعة الحسنات التي ورد في ثنايا هذا الحديث الشريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *