الحديث الثلاثون: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها…..

عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشرٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء – رحمةً لكم غير نسيانٍ – فلا تبحثوا عنها) حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره.

(فرض) أي أوجب قطعا، والفرض يقتضي الوجوب ولله عز وجل الأمر من قبل ومن بعد،يفرض ما يشاء ويمنع ما يشاء على عباده.

(فرائض فلا تضيعوها) لماذا قال (فرائض) ولم يقل (فرائضا)؟ قالوا لأنها إسم ولا ينصرف الإسم لجرد منهى الجموع، والفرائض مثل الصلوات الخمس والصوم والحج والزكاة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوصية بالجار وغيرها، فلا تضيعوها وتفرطوا فيها بل عليكم المحافظة عليها.

(وحد حدودًا فلا تعتدوها) والحد يعني المنع ،ووضع الحدود بين المتجاورين ضمانة لعدم تعدي بعضهم على بعض، هذا المعنة من الناحية البلاغية، وأما في الاصطلاح فيعنى بها المحرمات والواجبات، فالواجبات حدود لا يعتدى عليها ،والمحرمات حدود لا يقترب منها ،وقال بعض العلماء أن الحدود العقوبات التي تقام على مرتكبي الجرائم من قتل وزنى وسرقة وغيرها وكلا المعنيين متقاربين فهي متعلقة بالواجبات والمحرمات ،ولعل المعنى الأول أقرب للصواب.

(وحرم أشياء فلا تنتهكوها) أي لا تتعدوا عليها وتنتهكوا حرمتها مثل الزنا والسرقة والغيبة وغيرها.

(وسكت عن أشياء – رحمةً لكم غير نسيانٍ – فلا تبحثوا عنها) أي سكت عز وجل عن الفرض والتحريم فيها رحمة بعباده ولم يقل فيها شيئا لا بتحريم ولا بتحليل، من غير نسيان منه عز وجل كما قال تعالى( وما كان ربك نسيا) ولكن رحمة بالعباد فلا يكلفهم مالا يطيقون، فلا يبحثوا وينقبوا ويسألوا عنها ،كما قال عز وجل(ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم……..الاية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *