عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تـجاوز لي عن أمتي الـخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) حديث حسن، رواه ابن ماجَهْ والبيهقي وصححه الألباني رحمه الله.
هذا الحديث قال بعض العلماء بضعفه ولكن شواهده من القرآن الكريم ترتقي به إلى مرتبة الحسن، وفي هذا الحديث دلالة على سعة رحمة الله تعالى بعباده ، ورحمته بنبيه ومحبته له،أن تجاوز له عن أمته عن هذه الأمور.
(إن الله تـجاوز لي عن أمتي الـخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) تجاوز لي(اللام) للتعليل ،أي تجاوز من أجلي.
(الخطأ) هو ما ارتكبه المسلم خطأ دون قصد أو تعمد.
(النسيان) يقال في وصفه هو ذهول القلب عن أمر مضى. والنسيان ق يكون عن ضعف في الذاكرة ،وقد يكون في كثير من الأحيان رحمة بالإنسان لما يواجه في حياته من الملمات والمصائب ،وإنما سمي إنسانا لما يعتري جبلة من النسيان ،وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام بشر ينسى كما ينسى البشر ولكنه معصوم في جانب الرسالة والتشريع ،ولقد قال صلى الله عليه وسلم(إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني) رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
(الإستكراه) هو الإلزام والإجبار،حيث يكره على عمل محرم أو كفر من غير رضا منه.
وقد وردت هذه الأعذار الثلاثة في القرآن الكريم ،كشواهد تحفز الحديث وترفعه إلى مرتبة الحسن.
(النسيان والخطأ) كما في قوله عز وجل( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
(الإستكراه) كما في قوله تعالى( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) فبهذا رفع الله الكفر عن المكره ،وإذا كان كذلك فما دونهمن المعاصي من باب أولى.